ټوفي صديق عزيز علي
يقول أحدهم: ټوفي صديق عزيز علي فحزنت لۏفاته ، وأكثرت زيارة قپره والجلوس عنده والدعاء له . .
وبعد فترة من الزمن حضرت تشييع جنازة في نفس المقپرة
كعادة المۏتى فقلت : والله ﻷشترين له كفنا جديدا نظيفا وألفه فيه ، وفعلت .. وعاهدت ربي على أن آتيه بكفن جديد عند فتح القپر ﻻستقبال وافد جديد على عالم المۏتى ..
وبعد فترة : فتح القپر ، وعلى يدي كفن جديد ، وهممت بلفه فيه ، لكن لم أجد منه إﻻ كومة من تراب كالرماد المحروق !!
فقلت في نفسي : أين صديقي ؟ أين من جالسته وجالسني ! وقرأت عليه القرآن وقرأ علي ! أين من كانت ضحكاتنا تملا الدنيا ! أين من كان حضنه أشعر فيه بحرارة المحبة ودفء اﻷخوة !!
فقلت لي نفسي : هو ذاك ، كومة التراب ...
ونظرت خارج القپر : فإذا بين الداخل والخارج مسافة قصيرة ، وحياة قصيرة ، وأنفاس تدخل فلا تخرج ...
فقلت : هل تستحق هذه الحياة القصيرة وإن طالت ، والمريرة وإن حلت ، والحزينة وإن سعدت .. هل تستحق كل هذا التناحر والتخاصم والتقاتل !!! ؟؟؟
كثيرا ما تلوت قول الله تعالى ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ) ولم أستوعب حقيقتها إﻻ حينما رأيت صديقي ... التراب .. !
فيا كل صديق وحبيب : اخذه المۏت ، وصار ترابا : رحمك الله وأسكنك فسيح جناته !!
ويا كل صديق وحبيب : في طريقك للتراب .. ﻻ تغرنك الحياة الدنيا وﻻ يغرنك بالله الغرور !!!
اللهم احسن خاتمتنا بخاتمة حسنة واكتب لنا سعادة الدارين.