الجمعة 27 ديسمبر 2024

رواية بقلم داليا الكومى

انت في الصفحة 8 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز


بها...والماس عادت لعملها بروتنيه ولم تساعدها في محنتها....
فجأه رن الهاتف وهى مازالت متمسكه به في .هبه انتفضت لكنها تمالكت اعصابها ورفعت السماعه بسرعه ...
ردت بلهفه ... الو
رد عليها صوت رجولي هادىء ... انسه هبه..
هبه هزت راسها بع نف ثم اكتشفت ان محدثها لا يستطيع ان يراها
ايوه انا
رد نفس الصوت الرجولي بنبرة تعاطف...

انسه متقلقيش والدك تعب شويه في الشغل ونقلناه المستشفي
شهقات الدموع المحپوسه خرجت اخيرا ..هبه اڼهارت تماما
الصوت اكمل بقلق واضح .... ارجوكى يا انسه متقلقيش والدك بخير .. وطالب يشوفك...عربية الشركة هتوصل لحد عندك وهتاخدك توصلك لعنده في المستشفي
هبه سألت پخوف... ممكن اسأل مين حضرتك 
الصوت الهادى رد بعد تردد للحظات ....
انا ادهم البسطاويسى
عصافير رفرفت في معدتها مع اجابته ....
القت سماعة الهاتف من يدها بدون اضافة أي تعليق..ودخلت جريا الي غرفتها كى تستعد للخروج والدموع تغسل وجهها الجميل ... عيونها الخضراء اصبحت بلون الډم...فتحت خزانتها...
علي الرغم من الترف الذى اصبحت تعيش فيه في الفترة الاخيرة الا انها اكتشفت انها لم تملك يوما نقود في يدها او حتى خرجت للتسوق بنفسها... جميع احتياجاتها كانت تصل اليها من جهه مجهولة...... لم تضطر يوما للطلب ..كانت تستلم ملابس داخليه ...احذيه ..بيجامات...عطور...ملابس رياضيه للمدرسة ...كل شيء كان لديها ماعدا شيء واحد انتبهت حاليا انه مفقود...ملابس ترتديها عند الخروج..
هبه انتبهت انها لمدة سنتين لم تخرج فعليا من المنزل ... من البيت للمدرسه ومن المدرسة للبيت ...حتى ايام الاجازات عندما كانت تذهب الي المدرسة كانت ترتدى زى المدرسة وايضا رحلات المتاحف والمكتبات التى كانت تنظمها المدرسة لزيادة ثقافتهم كانت تذهب ايضا بنفس الزى...
الخزانة المتسعة ممتلئه عن اخرها ...ولكن عندما بحثت عما تستطيع ارتداؤه لم تجد ....
في ركن مهمل من الخزانه وجدت فستان بسيط منقوش ..الفستان الوحيد الذى حملته معها من حياتها القديمه ...فستان حسنية مازال ينقذها كلما احتاجت للخروج...
بدون تفكيرارتدت خيارها الوحيد علي الرغم من مرور السنين ...الفستان مازال مناسب لها ...ارتدته بسرعه ولمت شعرها في ضفيرتين وخرجت...
الماس ابلغتها فور رؤيتها...
انسه... حراسة المبنى اتصلوا وقالوا ان فيه عربية في انتظارك تحت...
هبه هبطت الدرج بسرعه...حتى انها لم تستطع انتظارالمصعد...
في الاسفل امام البناية كانت توجد سيارة سوداء فخمة لم تتعرف علي نوعها فهى ليس لديها أي خبره في السيارات... اكملت جريها بدون توقف فتحت الباب الخلفي وركبت بسرعه..... حضرتك هتوصلنى لبابا..
السائق اجابها بتردد .... ايوه
صوته يزكرها بشىء ما عجزت عن تحديده بسبب اضطرابها الشديد...اسندت راسها علي النافذة بجوارها واغمضت عينيها واكملت بكائها...
فتحت عينيها مجددا علي صوت السائق يقول.. وصلنا...
انطلقت كطلقة المدفع من السيارة عندما توقفت امام المستشفي ...وصلت الاستقبال في سرعة قياسيه .... غرفة سلطان ابراهيم لو سمحتى
الموظفة تطلعت للجهاز الموضوع امامها وقالت ....
208 الدور التانى اطلعى بالاصانصير...
هبة لم تنتظرارشادتها للوصول لغرفة سلطان ....الدرج اسرع في الوصول صعدت جريا للدور الثانى...عنيها بحثت بلهفة علي ارقام الغرف .....جرت لرقم 208 فتحت الباب ودخلت بسرعة....رأت سلطان نائم ومحاط بالاجهزة من كل جانب...صړخت باڼهيار....
بابا ..بابا حبيبي....
سلطان فتح عينيه ...امسك يدها بضعف ملحوظ ثم اغمض عينيه مجددا
هبة تمسكت بيده بقوه... هى حاليا بين نارين ...فهى ترغب بالبحث عن طبيبه للاستعلام عن حالته ...وفي نفس الوقت خائڤة من افلات يده ... خائڤة من المجهول ... فسلطان كل عائلتها ...ولكن لحسن حظها فتح الباب ودخل الطبيب ومعه ممرضة ...الطبيب بادرها يقول في اشفاق واضح ....
والدك لما جه كانت حالة قلبه حرجة جدا ..بس الحمد لله قدرنا نتدخل وننقذه وده بأمر الله طبعا... لازم تعرفي ان وجودك في غرفة العناية المركزه ممنوع لكن سمحنا ليكى لان ادهم بيه امر بكده ...بس لازم تتبعي التعليمات... المفروض الزيارة هنا ممنوعه عشان كده انا بطلب منك تمسكى اعصابك ومتعمليش اي حركة هيستيرية والا هتعرضي صحته للخطړ تانى...
هبه هزت رأسها بتفهم .. عرفانها بالجميل
سألت بصوت يكاد يكون مسموع ... بابا عامل ايه...
والدك عنده مشاكل في القلب من زمان وكان لازمه عمليه بس هو كان بيرفض يعملها...الحمد لله دلوقتى عدى الخطړ بس ربنا وحده اللي يعرف العواقب لو جتله نوبة تانية...لازم عمليه في اقرب وقت
هبه قلبها دق بعن ف...راقبت بقلق والطبيب يقوم بفحصه... دعت الله في سرها ... يارب نجيه
وكأن الله استجاب لدعائها ... سلطان فتح عينيه مجددا وتكلم بصعوبه ... هبه عملتى ايه في الامتحان... يا الله علي الرغم من وضعه هو من
يطمئن عليها...
الحمد لله يا بابا متقلقش علي.. انت عامل ايه طمنى..
سلطان رد بضعف ... الحمد لله يا بنتى...ثم انتبه فجأه... هبه انتى جيتى هنا ازاي 
عربية الشركة جتلي البيت ووصلتنى لهنا
سلطان هز راسة في ارتياح....واغمض عينيه مرة اخري
هبه عادت للمنزل قبل الفجر بدقائق قليلة ...كانت مصره علي البقاء بجواره لكن سلطان رفض بصورة قاطعة ... روحى يا بنتى عشان تزاكري لامتحانك الجاي....لو عاوزانى اخف زاكري كويس
 

انت في الصفحة 8 من 44 صفحات