وانا صغير وموسم المانجا
انت في الصفحة 1 من صفحتين
قصة حقيقية وعبرة...
يقول احدهم في طفولتي عندما كان يدخل موسم فاكهة المانجا، كان أبي يحضر منها كمية للبيت، وكنا نجلس حوله لنشاركه طعمها العذب، كنا نحب هذه الفاكهة كثيراً، فكان يعطينا اللبّ منها، ويقوم هو بأكل قشورها !!
كنت أراقب هذا #التصرف_الغريب منه دون أن أعلم السبب ؟!
نظر إلي بابتسامة وقال : ( آكلها أنا حتى لا تأكلها أنت )...
لم أفهم معنى كلامه في وقتها، وبرّرت الأمر بأنها قد تكون #عادة_قديمة اكتسبها من أيام عاشها في طفولته بين أحضان الفقر القاسې، وخصوصاً أن طعم قشور المانجا ليس سيئاً، ولكنه بصراحة لا يقارن بما هو تحت تلك القشور .
المهم ، مع الأيام نسيت أمر #قشور_المانجا، كما نسيت الكثير من الذكريات بين صفحات كتاب الزمن، إلى مدة قريبة عندما أهداني صديق لي فاكهة مانجا، جلبها لي كهدية من بلد بعيدة ..
كنت - طوال الطريق وأنا متجه الى بيتي- أمنّي نفسي بالإستمتاع بطعمها الذي ينافس شهد النحل ، وبمجرد أن وصلت البيت بدأت في تقطيع تلك #المانجا وهي تتفجر بين يدي بما تحتويه من لبّ ذهبي، وعصير ملكي !!
وقبل أن أضع أول قطعة منها في فمي، اقتربت #إبنتي_الصغيرة مني وقالت : أبي، أريد قطعة ؟
ابتسمت لطلبها واعطيتها الجزء الذي كان بيدي، وعلى الفور إقترب إبني يطلب مثل ما حصلت عليه اخته، ولحقتهما أختهما الثالثة تطلب حصتها تماماً كما حصَّل إخوانها.
كانت فرحتي بالنظر لهم وهم #يمرغون_وجوههم بقطع المانجا، والسعادة والفرح تشع من أعينهم كشمس الصباح الدافئة بعد ليلة شتاء قارص !