الأربعاء 25 ديسمبر 2024

قصة_وعبره

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

السيارة! ذاك الضاحك المستهزئ بي الآن ! لقد قتل ابنه الوحيد و قرة عينه في حاډث وهو لا يعلم أني أقوده الآن إلى جنازته لقد خبروني بالهاتف وحتى هاتفه أطفأته دون أن يشعر .. وغلبتني دموعي فنزل الضابط وقال إنا لله و إنا إليه راجعون آسف .. هاهي وثائقك كن حذرا فقط فموتكم لن يعيد ابن صديقك 
عدت للسيارة و كمال يسخر سائلا ما القصة أكان أحد طلابك! فرددت بالإيجاب و عدت لسياقتي الرعناء حتى شارفت على البلدة .. 
كنت أنتظر هذه اللحظة حتى أزيل ما يجثم على صدري لكنني اكتشفت أن الضغط زاد وأن مدخل البلدة بات في نظري أضيق من سم الخياط و توجهت مباشرة للمستشفى حيث طلبت من شقيق كمال أن ينتظرني .. لما توقفت تسائلو ماذا نفعل هنا ! وقبل أن أضطر للإجابة فتح شقيق كمال بابه و قال لله ما أعطى ولله ما أخذ .. عظم الله أجرك أخي في فيصل .. و سمعت صړخة ينشق لها الحجر و ينفطر لها القلب ثم هوى صديقي بين ذراعي أخيه..
تلقفه الطبيب و الممرضين و أسرعو به الداخل ونحن في أعقابهم بلا حول ولا قوة و عند الفجر إنتقلت روحه إلى بارئها برفقة ابنه فيصل .
إخواني أخواتي .. لا تسمحو للحياة ومشاغلها أن تسلبكم حلاوة لقاء الأصحاب والأهل والأحبة مشاغلك لا تنتهي مادمت حيا لكن رفاقك وأهلك و أحبتك قد ينتهون وأنت على قيد الحياة لحظتها لن يرحمك الندم و لن يرأف بك الشوق والحنين

انت في الصفحة 2 من صفحتين